الرابطة النسائية الإسلامية
مقالات
مقابلات
دراسات
خواطر


تحميل المقال
كوني كاللؤلؤة ..
التصنيف : مقالات
بقلم : د. رابعة يكن
05/01/2017
   حين يجول الصياد الصغير  في  شواطئ البحار ليبحث عن المحار ،  تراه  يعثر  على صَدفة فيقوم بفتحها مباشرة  كي يستخرج منها اللؤلؤةً ولو كانت هذه اللؤلؤة لا تزال صغيرةً ، فيحتفظ بها لفترةٍ  قصيرة ثمّ يبيعها بسرعة غير مدركاً لقيمتها لأنه لا زال مبتدئاً .  أما الصياد المحترف فهو يدرك أكثر أن اللؤلؤة  تكبر وتزداد قيمتها وثمنها كلما تُرِكَت في البحر لتنمو في قلب المحارة شيئاً فشيئاً  . لكن الصياد المحترف الصبور فإنه لا يستعجل نضج اللؤلؤة ولا يسرع في  الوقت ، بل يتركه ليأخذ مجراه ،  فإذا عثر الصياد المحترف على محارة فتية ، فلا يفتحها رغماً عنها ،  بل يلقيها في البحر ثانية كي تتابع نموها حتى يحين أوان نضجها فتصبح  جوهرة نفيسة ليس لها مثيل .   فتظهر الجوهرة بأبهى حللها  ليأتي الصياد المحترف الذي قدّره الله لها ، ويحصل عليها ولو بعد طول انتظار .  إن البحر  كما الحياة هي للجميع ، ولكن قدر الله هو النافذ ،  وللصدفة حينئذ الحق في أن تمنح لؤلؤتها لمن شاء الله وفي الوقت الذي حدده الله ليستفيد من قيمتها الغالية . المهم ،  هو أن تحقق ذاتها الفريدة ، فالصياد المحترف لا يطمع باللآلئ الصغيرة لأنّه ينشد ما هو أثمن وأغلى .
 
وأنت أيتها الفتاة .. إذار أدت أن تكوني لؤلؤة ثمينة ،  تابعي مسيرتك نحو النضج والاتزان ، واهتمي بنفسك  وذاتك وعقلك وكوني كما تريدين أن تكوني  . ولا تفقدي الأمل إذا طال انتظارك   لأي أمر ..   وابذلي جهودك كي تتخلّصي من الشوائب التي تقلِّل من شأنك وقيمتك ، واحصلي على ما تحتاجينه من غذاء مادي وروحيٍ  كي تنمي وتكبري ولكن باعتدال  وتوازن ، فلا تكثري من شيءٍ دون سببٍ وجيه . ابحثي عن الراحة لقلبك  ، فـروح الحياة لا تأتي من فراغ بل اجتهدي ،انطلقي ولا  تحجزي قلبك وعقبك بين جدران مغلقة  فالهواء المحتجز في غرفةٍ مغلقةٍ يفسد مع الوقت . حذاري أن تبحثي عن الحب أو تصارعي من أجله ، وحذاري أن تمنحي نفسك قبل الأوان لأي صياد مبتدئٍ لا يعرف قيمتك ، فينتهي الأمر بأن يبيعك متى وجد السعر المناسب  . تذكري أنك تستحقين كل ما هو أفضل وأجمل وأثمن .

كوني قوية .. ولا تفتحي قلبك إلا في الوقت المناسب وللشخص المناسب ، فقط عندما تثقين بنفسك و بقدرتك على تجاوز كل الصعوبات .. كما عليك أن تكوني واقعية فلا تبحثي عن صيادٍ مثالي بل عن صياد محترف صبور .

ولكن .. تذكري أنه لا يوجد إنسان كامل ، بل هناك إنسان يخاف الله فيك . فانظري إلى فارسك بموضوعية ، واقبليه كما هو ، بجوانب ضعفه وقوَّتِه  ..  واعلمي أن الحبّ الحقيقي حبّ واقعي  فلا تعيشي أوهامك وخيالاتك الخاصة وتسرحي بها .  وثقي أنه يوجد هذا الفارس الذي ينتظر أن يحين أوانك ، وينتظر أمر الله ، ويدرك قيمتك فيحبك بصدق واتزان ويحافظ عليك .  .

كوني أنت ، كوني اللؤلؤة  الثمينة يا فتاتي ..



تواصل معنا
الفيسبوك
تويتر
البريد
  Developed and Designed by : AFAAQ