الرابــــطة النســائية الإسلاميــة تخطـو عامــها الـ45 المديــر العـــام للرابطة د. رابعة فتحي يكن: "بفضل الله وبتعاون أصحاب الخير مستمرون في خدمة المجتمع ورعاية اليتيم والمعوّق" في أول لقاء إعلامي مع المدير العام للرابطة النسائية الإسلامية الدكتورة رابعة يكن، أجرت جريدة البيان حواراً شاملاً سلّطت فيه الضوء على طبيعة عمل الرابطة وتاريخ تأسيسها وكيفية انطلاقتها ودورها في خدمة المستضعفين. كما تحدثت عن القطاعات القديمة والحديثة وطبيعة علاقتها مع المجتمع والداعمين لها. متى كانت الإنطلاقة والتأسيس؟ تأسّست الرابطة النسائية الإسلامية في طرابس عام 1972 م تحت علم وخبر رقم 203 /أد، وهي جمعية خيرية اجتماعية غير ربحية، قامت بهمّة الرئيسة المؤسّسة لها الدكتورة منى حداد يكن رحمها الله، التي رسمت معالمها مع مجموعة من النساء الطرابلسيات الذين اتّسموا بالربانية. وقد ساهمن في إضاءة الطريق للمرأة المسلمة وشجّعنها على ارتداء الزيّ الإسلامي الكامل الذي لم يكن موجوداً حينها. وحالياً تترأس الرابطة الحاجة عائشة عليان. وقد أخذت الرابطة على عاتقها المساهمة في بناء مستقبل للأطفال اليتامى وذوي الإحتياجات الخاصة بشكل مهني وإنساني، فاستطاعت أن تحقق برنامجاً للنشاطات الخيرية والرعوية. فكانت بفضل الله وبفضل الكفلاء من الداخل والخارج، إحدى المؤسّسات الاجتماعية الخيرية الهامة في الشمال، حيث ساعدها على تحقيق ذلك المخلصين من المجتمع والمحبين للخير وعمل البرّ على قاعدة "ما كان لله ينمو "، مما عزّز الثقة بأدائها وبالمنتمين إليها.
ما هي ميزة الرابطة؟ أقول بكل شفافية، أن الرابطة هي أوّل جمعية في الشمال ولا تزال الوحيدة التي تولي اهتماماً باليتيم والمعوّق في آن معاً، فمنذ بدايات التأسيس كان الهدف الأساس مساعدة الإنسان المستضعف المقصود به يتيم الأب والمعوّق. ولا بدّ من الإشارة إلى أن الرابطة اختيرت سابقاً من بين الجمعيات العشرة الأوائل في العالم العربي من حيث انتظامها ودقة تقاريرها والتزامها مع الكفلاء من خارج لبنان وداخله، والكثيرون لا يعلمون بذلك لأن سياسة العمل الخيري المتّبع سابقاً هو عمل صامت بعيداً عن الأضواء الإعلامية.
كيف تختصرون الإنجازات والدور؟ للرابطة إنجازات متنوعة ولها دور فاعل في عدة قطاعات، إن كان على الصعيد الإجتماعي أو الخيري أو التعليمي المهني أو الديني، محاولة إعطاء كل قطاع حقّه بالإمكانيات المتاحة إنطلاقاً من الثوابت الإسلامية. سأورد القطاعات الموجودة حالياً في الرابطة مع سعينا إلى استحداث قطاعات أخرى تحقق أهدافنا. قطاع الكفالات الخارجية : هذا القطاع تشرف عليه مبرّة الرابطة التي تأسّست عام 1982 م، يهدف إلى تقديم المساعدة المادية والرعاية ليتيم الأب، سواءً ذكر أو أنثى لغاية عمر الـ 18 سنة، كما يساهم في حلّ مشاكله النفسية والإجتماعية. وتتكفّل الرابطة حوالي700 يتيم سنوياً. وعملية التكافل تكون من خلال جهات خيرية خارجية مانحة هي: بيت الزكاة الكويتي، المؤسّسة الإنسانية العالمية في كندا، وهيئة الإغاثة الإسلامية في السعودية. وقد بدأ مشروع التكافل عام 1984 م، ولا يزال يقدم خدماته الاجتماعية حتى اليوم. وهناك عمل إرشادي للأسرة اليتيم من خلال زيارات ميدانية لمتابعتهم عن كثب . قطاع الكفالات الداخلية : منذ ثلاث سنوات بدأت الرابطة بمشروع كفالة اليتيم الداخلية، المقصود بها تكفّل اليتيم من قبل أبناء المجتمع اللبناني، تكون على شكل مساهمة شهرية رمزية لا تقل عن 16,000 ل.ل. وما فوق وصولاً إلى 50$، على أن يكفل كل خمسة أشخاص يتيماً واحداً، وأحياناً تتم كفالة يتيم من قبل شخص واحد وذلك حسب رغبة الكافل وإمكاناته المادية. ويشرف على هذا القطاع لجنة من السيدات الطرابلسيات المتطوّعات تحت مسمّى " لجنة كافل اليتيم "، وقد بلغ حتى اليوم عدد الأيتام المكفولين 140 يتيماً و440 كافل . قطاع ذوي الإحتياجات الخاصة : هذا القطاع يشرف عليه "مركز المنى للصّمم والتنمية الفكرية"، وهو مدعوم من وزارة الشؤون الإجتماعية. يضم المركز مجموعة من المتخصّصات والمربيات، يهتمون بالأطفال من عمر 3 سنوات حتى 25 سنة. وقد أصبح المركز البيت الثاني للطلاب، إذ يقدم لهم برنامجاً رعائياً وتربوياً مختصاً، فيتعلّمون عبر لغة الصوت والإشارة والحركة مدعّماً بالوسائل التربوية الحسية من خلال جهاز التخطيط السمعي وجهاز السمع الجماعي الذي قدمته الجمعية الإنسانية العالمية في كندا. بشمل البرنامج حصص رياضية ورحلات ترفيهية، وتعلّم مهارات يدوية وأشغال. كما يضم المركز مطبخ صناعي قدمته مؤسّسة الصفدي، كي يتدرب الطالب على إعداد المأكولات والحلويات، لإكسابهم مهنة تمنحهم الإستقلالية، بالإضافة إلى لقاءآت تثقيفية لأهالي الطلاب، بهدف إشراكهم في عملية تدريب وتأهيل أبنائهم، وذلك بتعريفهم على كيفية تخطي الصعوبات التي تواجههم. وأود الإشارة إلى أن المركز يستقبل طالبات الجامعات للتدريب ضمن اختصاصهم التربوي أو الصحي الإجتماعي . قطاع الخدمات الخيرية : هذا القطاع موارده من أصحاب الخير، يؤمّن التبرّعات العينية والحصص الغذائية والهبات المقدّمة للمحتاجين فيقوم بتوزيعها للأيتام، خاصة مع موسم المدارس الشتاء وفي شهر رمضان المبارك والأعياد ليخفف عنهم عبء الحياة بحسب التقديمات والهبات الممنوحة. كما أريد الإشارة إلى "مشروع القروض الميسّرة" لعوائل الأيتام وهو عبارة عن مبلغ من المال يُقدّم للأرملة لإنشاء مشروع صغير خاص بها، لتحقيق الإكتفاء الذاتي لها ولعائلتها من أجل تحسين مستوى الأسرة المادي. يكون التسديد شهرياً بناءّ على الاتفاق مع الرابطة، على أن لا تتجاوز المدة الزمنية 16 شهر تقريباً فيُسدّد المبلغ كاملاً. هذا المشروع مدعوماً من قبل الجمعية الإنسانية العالمية. قطاع الدعوة : لا يمكن للرابطة أن تغفل عن رسالتها الإسلامية، لذلك وضعت من ضمن أولوياتها تنظيم دورات متنوعة للقرآن الكريم للأيتام وأمهاتهم، من خلال التدريب على التلاوة الحفظ بشكل صحيح. على سبيل المثال لا الحصر " كيف تقرأ القرآن؟ وأزهر قلبك بالقرآن "، إضافةً إلى عنايتها بتنظيم محاضرات دينية وتوعوية من حين لآخر خاصة في شهر رمضان، ومسابقات قرآنية عديدة. قطاع الإعلام والعلاقات العامة : هذا القطاع استحدث مؤخراً دوره إقامة أنشطة ثقافية ودينية وخيرية متنوعة وتنظيم معارض موسمية وغيرها. وقد نظم مركز المنى معرضه الأخير من منتوجات وأشغال يدوية لطلاب ذوي الإحتياجات، حمل شعار "متلي متلك" يعود ريعه للطلاب. كما يهتم القطاع بإعداد المطبوعات التعريفية وتنسيق الزيارات للمؤسّسات بهدف تعزيز الروابط المجتمعية. وقد أطلق القطاع المجلة الإلكترونية تحت إسم "اللؤلؤة العربية" لتعبّر عن آراء النساء في لبنان والعالم العربي .
قطاع التطوير والمعلوماتية : استحدث هذا القطاع نظراً لأهمية دور المعلوماتية في حياة الإنسان إذ لا يمكن إغفالها في خطتنا التطويرية مع سعينا إلى إدخال مادة الكومبيوتر ضمن المنهاج التدريسي الخاص بذوي الإحتياجات ولو بنسبة قليلة ضمن قدراتهم الذهنية، لكي نساعدهم على تنمية مهارة استخدام جهاز الكومبيوتر في حياتهم أسوةً بغيرهم من الأولاد. تشرف عليه لجنة متخصصة في مجال الكومبيوتر خاصة فيما يتعلق ببرامج الطلاب. موقع الجمعية من بين مثيلاتها .. أشرت بالبداية إلى أننا دخلنا في قطاعات ومجالات عديدة، وقد تكون قلة هي الجمعيات التي تجمع بين العمل الخيري والدعوي ورعاية اليتيم والمعوّق في آن معاً. نحن نسعى إلى بالتعاون مع الجمعيات الأخرى بخاصة الجمعيات النسائية نظراً لوجود المشتركات بيننا وبينهم. في هذا الجانب، أودّ أن أشير إلى أن الرئيسة المؤسّسة كان لها الدور الأساس في تأسيس الهيئات النسائية في الشمال التي تضمّ الجمعيات النسائية الشمالية بهدف التكامل. كما أن الرابطة هي عضو في المجلس النسائي اللبناني. وقد استضفنا هذا العام الجمعية العمومية للمجلس النسائي اللبناني والهيئات النسائية الموحّدة في الشمال حيث عقدوا اجتماعهم الدوري في حرم الرابطة . واجبنا تجاه الداعمين .. لن نخفي سراً بأن الرابطة عليها واجب تجاه المانحين والمتبرعين لأيتامها من أصحاب الأيادي البيضاء من داخل لبنان وخارجه، فنحن أولاً نركّز على توظيف أموالهم في الاتجاه المخصّص لها، كما نقدّم لهم المعلومات التي تهمهم عن عملنا من خلال تقارير مستمرة فهذا من حقهم. ونلتزم بالوعد الذي نقدمه لهم. فمن هذا المنبر الإعلامي الرائد نوجه لهم الشكر الجزيل وجزاهم الله خيراً في كل خطوة نحو البرّ. كلمة أخيرة ... نحن في الرابطة نحاول الإستفادة من الماضي متطلّعين إلى الحاضر والمستقبل، بما يتماشى مع التطور الحاصل، ولدينا إيمان بأهمية التعاون بين الجميع لتحقيق الأهداف، وهذا ما يترجم بشكل عملي في علاقتنا مع الآخر تحت شعار " وتعاونوا "، لما في ذلك من أثر ايجابي كبير على جميع الصعد. هدفنا مشاركة الناس بالإحساس بأن هذه الجمعية هي جمعيتهم ولمجتمعهم. وإن ثقة الناس بنا أعطانا والحمد لله دافعاً أكبر لنتابع خطواتنا محافظين على هذه المؤسّسة الخيرية التي تركتنا لها الدكتورة منى حداد رحمها الله أمانة بأيدينا . أريد أن أتوجه إلى الراغبات في العمل الإجتماعي والخيري التطوعي، الإنضمام إلى عضوية الرابطة، واختيار القطاع المناسب. كما أشير إلى أن الرابطة تستقبل المساعدات العينية والمادية التي تعين محتاج أو يتيم، كالملابس والحصص الغذائية وكسوة الأعياد وأضاحي العيد، إضافة إلى طبق الخير في أيام رمضان وغيرها من التبرعات من أصحاب الخير. ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر كل من ساندنا في مسيرة الخير تجاه المستضعفين الذين يحتاجون إلى لمسة إنسانية حانية . لزيارتنا ومتابعة أنشطتنا: المركز الرئيسي: ساحة الكورة، بناية الزهري، ط1 / 426383 / 06 الفرع الثاني: شارع جميل عدرة، بناية مناساكي، ط1 / 210767 / 06 - البريد الإلكتروني: info@arrabitah.com - الرابطة النسائية الإسلامية في لبنانFacebook : - الموقع الإلكتروني: www.arrabitah.com
|